responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 188

قال الراوي يصف ما حدث: (فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأردافها، وجاء أهل الوطابة يضجون: (يا رسول الله الغرق).. حينها رفعت يديك إلى السماء، وقلت: (اللهم حوالينا ولا علينا)، فانجاب السحاب من المدينة، فضحكت سيدي حتى بدت نواجذك، ثم قلت تذكر عمك الصالح أبا طالب: (لله در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه) [1]،وأنت تقصد بذلك قوله فيك:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

ولم يكن ذلك ـ سيدي ـ مقصورا على حادثة أو اثنتين، بل كان يحدث كثيرا، وقد قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء: بينا نحن عند رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في بعض أسفاره إذا احتاج الناس إلى الماء، فالتمسوا في الركب ماء، فلم يجدوا، فدعا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فأمطرت حتى استقى الناس وسقوا[2].

وروي أن وفد سلامان قدموا في شوال سنة عشر، فقلت لهم: (كيف البلاد عندكم؟) قالوا: مجدبة، فادع الله أن يسقينا في أوطاننا، فقال a: (اللهم اسقهم الغيث في بلادهم) فقالوا: يا رسول الله ارفع يديك، فإنه أكثر وأطيب.. فتبسمت، ورفعت يديك حتى بدا بياض إبطيك، ثم رجعوا إلى بلادهم، فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعوت فيه، وفي تلك الساعة[3].

ومن تلك الحاجات التي كان أصحابك يقصدونك فيها، وخاصة الفقراء منهم، حاجتهم إلى المطعم، وقد كنت ـ سيدي ـ تلبي حاجتهم، وتدعو الله لهم، فيغدق عليهم


[1] رواه البيهقي وابن عساكر.

[2] رواه أبو نعيم.

[3] رواه أبو نعيم.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست