responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18

المعارج التي أرحل بها إلى ذلك العالم الأسمى..

بفضلك سيدي.. صرت أشعر أني أتحرك بحركة جوهرية نحو عوالم الكمال التي كنت محجوبا عنها عندما كنت بعيدا عنك، ولم تكن أنت وسيلتي، ولم تكن سفينتك مركبي، ولا دربك دربي.

لكني بعد أن سرت خلفك، ومددت يدي إليك، وإلى حبك.. وامتطيت سفينتك.. رأيت الخلق جميعا غرقى في طوفان الأهواء، يعيشون مثل الصغار، ويموتون مثل تلك البهائم التي لا ترى الحياة إلى في المرعى إلى أن يأتي الجزار ليسلبها منها.

بفضلك سيدي تغيرت نظرتي للكون.. ولنفسي.. وللحياة.. وللعالم.. ولكل شيء..

بفضلك سيدي زالت كآبتي وتشاؤمي ويأسي.. لأن الحياة بعينيك أجمل بكثير.. هي كلها ربيع.. لأن سراجك المنير يضيء عليها..

بل يملؤها بالألوان التي لا يمكن لعيوننا أن تراها.. فلا يمكن أن نراها إلا بعينيك.. مثل ذلك الفلكي الذي لا يمكنه أن يرى الكواكب البعيدة من دون مرصاده..

وأين مرصاد الفلكي منك.. فهو لا يريه إلا حجارة في السماء، أما أنت فنرى بك من العوالم ما لا تطمع جميع مراصد الدنيا في اكتشافه.

وأنت فوق ذلك كله لا ترينا الحقائق فقط، بل تدلنا على الطريق الذي نصل به إلى السعادة الأبدية..

تلك السعادة التي تاهت عنها كل العقول التي تكبرت عن أن تنظر إلى الحياة من منظارك.

فأنت لذلك ـ سيدي ـ منارتنا التي نهتدي بها في الظلمات، وأنت سراطنا المعبد

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست