responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19

الذي يقينا من الوقوع في المهالك الكثيرة التي وضعت في غير طريقك..

وأنت الذي تمد يديك لمن شاء أن يمسك بهما، حتى يعيش معك، ومع ذلك العالم الجميل الذي دللتنا عليه، وكنت تحزن حزنا شديدا عندما ترى الخلائق معرضين عنك، مكتفين بتلك العيون التي لا يرون بها إلا المراعي والمقابر.

ولذلك ـ سيدي ـ أنت لنا الروح الحقيقية.. فلولاك لكانت أرواحنا مثل أجسادنا مجرد طين وماء وحمأ مسنون.

وأنت لنا العقل الذي نبصر به الحقائق.. ولولاك لكنا مجانين.. لأنا نرى الحقائق خلاف ما هي عليه في الواقع.

وأنت لنا القلب الطاهر الذي نعشق به الحقائق.. ولولاك لغرقنا في حمأة الحب المدنس الذي يرمينا في مستنقعات الأهواء.

ولذلك أنت لنا الحياة الحقيقية.. التي لولاها لعشنا حياة مزيفة، مثل أولئك الذين يعمرون دهرا طويلا، ويتمتعون بمتع كثيرة.. ثم يخرجون من الحياة، قبل أن يكتشفوا أجمل ما فيها..

ولذلك صدق ربك عندما اعتبرك مصدرا للحياة، فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]

فأنت سيدي ذلك الداعي الذي ينفخ الحياة الحقيقية في كل من آمن به وأحبه واتبعه.. وبقدر المحبة تكون روح الحياة الجديدة.. التي لا يمكن للإنسان أن يولد الولادة الحقيقة من دونها.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست