responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

يا رسول الله.. كم يصيبنا الألم عندما نشعر بأولئك الذين تخلو حياتهم منك.. ويلهم كيف يمكنهم أن يعيشوا، وهم لا يرون السراج المنير الذي يضيء لهم في مدلهمات الظلمات؟

وكيف يمكنهم أن يهتدوا إلى حقائق الوجود.. وهم لا يتأملون في صحيفتك التي جعلها الله مرآة صقيلة لتعرفهم بالوجود.. وحقائقه وقوانيه؟

لقد خرجت اليوم إلى المقبرة.. وكانت موحشة جدا، وعندما رأيتها، وتصورت نفسي في قبر من قبورها.. رأيت الحياة مجرد مزحة ثقيلة.. وأصابني اكتئاب وألم شديد.

لكني عندما توسلت بك.. ورحت أنظر إليها من خلالك.. بدت لي شيئا آخر تماما.. وبدا لي ذلك القبر الموحش جنة غناء.. وبرزت لي آفاق جديدة في الحياة لم يكن عقلي لولاك ليحلم بها، ولا ليعرفها، ولا ليصلها.. حتى الخيال لم يكن ليتطاول للوصول إليها.

بعد أن عدت من المقبرة، ورحت أنظر إلى الحياة كلها من عينيك الجميلتين.. رأيتها شيئا آخر تماما..

لقد كانت سابقا في عيني مفازة للتنافس على المال والجاه والسلطان.. لكنها بفضل عينيك تحولت إلى مفازة للقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة والحقائق السامية.

كنت قبل أن أرى الحياة بعينيك أحسد كل أمير أو وزير أو ملك أو صاحب قصر فخم، أو مركب فاره.. لكني عندما رأيتها بعينيك استحالت كل تلك الأشياء مجرد لهو ولعب لا يختلف عن لهو الأطفال ولعبهم.

لقد كانت جل مطالبي من دونك خدمة ترابي ومائي وخلاياي وأنسجتي.. لكني بعد أن عرفتك ترقيت عن عالم الطين إلى عالم العقل والقلب والروح والسر وكل

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست