اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
الوسيلة العظمى
سيدي
يا رسول الله.. يا من جعلك الله الوسيلة العظمى، والحبل الممدود، وسفينة النجاة..
كيف
لا نشتاق إليك، وأنت أشد ضرورة لنا من الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه،
والروح التي نعيش بها؟
بل
لولاك لكانت أرواحنا مثل أجسادنا.. مجرد طين وماء وحمأ مسنون..
كيف
لا نشتاق إليك، وأنت الذي أعطيت الحياة طعمها ولونها وجمالها..
فلولاك
ما أزهر الربيع، وما أشرقت الشمس.. وما تبينت لنا حقائق الأشياء المخبأة في سراديب
الظلمات.
لولاك
لكان كل شيء مقبرة وموتا، وأشباحا مخيفة..
أنت
لنا مثل العينين اللتين لا يمكن أن نرى الألوان، ولا جمال الأشياء من دونهما.
بل
أين العينان منك.. وما أبعدهما عنك.. فهما وسيلتنا لذلك الجمال المحدود الذي سرعان
ما يذبل.. أما أنت فوسيلتنا إلى الجمال الكامل الحقيقي الدائم الذي لا تستطيع
الأيام أن تغيره، ولا الحوادث أن تبدله.
ولذلك
أنت لنا العينان الحقيقيتان اللتان لا يمكن أن نرى الكون على حقيقته من دونهما..
فمن لم ير الكون بك عاش أعمى، حتى لو امتلك من أجهزة الإبصار ما يرى به جميع
الأفلاك.. دقيقها وجليلها.
وأنت
لنا الأذنان اللتان نسمع بهما حقائق الوجود.. ومن مصدر الوجود.. ولولاك لعشنا في
عالم الصمت المطبق..
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16