responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172

وجدهم.. وهكذا لم تترك لنا ـ سيدي ـ شاردة ولا واردة قد نحتاج إليها بعدك إلا وأخبرتنا بها.

ولذلك كانت نبوءاتك تتمة لنبوتك.. ومن جحد نبوءاتك، أو تكاسل في الاهتمام بها، أو تفعيلها في حياته، فسيكون كالذي ألغى شطر نبوتك.. فلنبوتك شطران: شطر يرتبط بحياتك، والذي قد يتفق عليه الجميع.. وشطر يرتبط بما هو بعدك.. وهذا الذي وقع فيه التقصير فيمن جاء بعدك، بعد أن تسربت إليهم سموم الأهواء، وسرى إليهم ما سرى إلى الأمم قبلهم من الغفلة عن وصايا أنبيائهم، وإن كانوا قد أخذوا بالكثير من هديهم.

لقد ذكر أصحابك المقربين اهتمامك بهذا الجانب من رسالتك، حتى تحمي الأمة بعدك من كل ما يؤذيها، أو يشوهها، وحتى يظل في دينك المتمسكون الحقيقيون به، الذين يأوي إليهم الشاردون، ويهتدي بنورهم الضالون.

لقد قال بعض أصحابك يذكر ذلك: (صلى بنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم صلاة الصبح، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلى العصر، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غابت الشمس، فحدثنا بما كان وما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا)[1]

وقال آخر ـ وهو صاحبك حذيفة ذلك الذي كان مهتما بهذا النوع من العلم خشية على نفسه، وعلى أمتك ـ: (قام فينا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قائما، فما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون الشيء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه)[2]


[1] رواه مسلم.

[2] رواه أبو داود.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست