responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

لقد رحت ـ سيدي ـ أبحث عند أصحابك المقربين الذين تعلموا منك هذه العلوم؛ فوجدت عندهم كل شيء.. لقد كان تلميذك الأكبر الإمام علي يصيح في أصحابه طالبا منهم أن يتعلموا هذا العلم حتى يحفظوا للأمة كينونتها، فيقول: (سلوني قبل أن تفقدوني، فو الّذي نفسي! بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين السّاعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها، ومحطّ رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتا)[1]

لقد بدأت نبوءاتك ـ سيدي ـ من الفترة التي تلتك مباشرة.. تلك الفترة الخطيرة التي وصفها الله تعالى، وحذر منها، فقال: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]

لقد رأيتك ـ سيدي ـ تذكر كل التفاصيل المرتبطة بمن يصدقون معك، ويفون لك، ولدينك، وبين من يحرفون، ويغيرون، ويبدلون.. حتى لا يؤسس الدين إلا على الأسس الصحيحة، والرجال الأقوياء الصالحين المحافظين على هدي النبوة.

لقد وجدت في دواوين المحدثين الكثير من الأحاديث التي تخبر فيها أصحابك عن البلاء الذين ينتظرهم، والاختبارات التي سيقعون فيها، ويمحصون، وبينت لهم كيفية التعامل معها، حتى لا تزيغ بهم الأهواء.


[1] شرح الأخبار 1: 139، وقد روى الحاكم في المستدرك [رقم الحديث: (3394)] عن عامر بن واثلة، قال: سمعت علياً قام، فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكواء فقال: من ﴿الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ [إبراهيم: 28]؟، قال: منافقو قريش، قال: فمن ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 104]؟، قال: منهم أهل حروراء)، قال الحاكم: هذا حديث صحيح عال.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست