responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167

المطالبة بها سيؤدي إلى تعذيبهم كما توعدهم الله تعالى بذلك.. وإنما يكون الذين شاهدوها أولئك النفر المحدودين الذين طالبوا بها.. وقد نزل عليهم العذاب بالفعل، ولو بعد حين.

وقلت لهم، عندما طالبوا بالدليل الحسي من القمر على ذلك: إن كون المعجزة معجزة يدل على تدخل القدرة الإلهية التي لا يعجزها شيء.. فلو شاء الله أن يشق أي شيء لشقه، ثم أعاده إلى خلقته أول مرة، وكأنه لم يحصل له شيء.. فالمطالبة بالدلائل شأن المحجوبين، لا شأن العلماء العارفين بقدرة ربهم المطلقة.

وقد ذكر القرآن الكريم ما هو فوق ذلك مما لا تطيقه العقول، فهل يمكنهم أن يسلموا لذلك، أم يجادلوا فيه.. فقد ذكر الله تعالى انشقاق البحر لموسى عليه السلام، وذكر تحول العصا إلى حية، وذكر إحياء الموتى.. بل ذكر ما فوق ذلك كله من خلق المسيح عليه السلام من الطين كهيئة الطير.

بعد أن حدثتهم بهذا كله، علمت أن السبب في إنكارهم لكل تلك الروايات، وما يدل عليها من القرآن الكريم هو ذلك الإيمان الضعيف الذي جعلهم لا يثقون في قدرة الله المطلقة التي لا يعجزها شيء.. ولو أنهم سلموا لها، لسلموا لك، ولسلموا لكل ما حصل على يديك من الآيات البينات.

لقد قلت لهم ـ سيدي ـ إن كل تلك الآيات البينات لا تتنافى مع كون معجزتك الكبرى هي القرآن الكريم.. فهو الكتاب الذي لا زال إعجازه نراه رأي العين، وفي كل المجالات والتجليات.

لقد راحوا ـ سيدي ـ يجادلون فيه أيضا.. ليسقطوا الكثير من مظاهر إعجازة التي تتجلى في كل العصور.. فهم ينكرون تلك الحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا بعد أن

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست