responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168

بذل البشر كل جهودهم في الوصول إليها.. ليكون ذلك آية للعلماء.. ولأهل هذا الجيل، كما كانت سائر أنواع إعجازه آيات للأدباء والفلاسفة والمفكرين وغيرهم.. فكل يرى من إعجازه ما يتناسب مع تخصصه.

لقد راحوا يجادلون فيه ساخرين من أولئك الذين يبحثون في مطابقة ما ذكره القرآن الكريم مع الحقائق العلمية، والتي قد يخطئون في بعض نواحيها.. لكن خطأهم لا علاقة له بالقرآن الكريم، ذلك أنها اجتهادات مرتبطة بالفهم، لا بحقيقة التنزيل.

لقد ذكرت لهم أن مثل ـ الإعجاز القرآني ـ مثل دولة لها أسلحة متطورة كثيرة لم تكشف عنها لأعدائها، فلم يعرفوا أسرارها، ولا أنواعها، ولا أنواع القوة التي تحملها، فلذا كلما قدم أعداؤها سلاحا، كلما وجدوا عندها من الأسلحة ما يفوق ذلك السلاح.

ثم سألتهم: أذلك خير أم دولة ليس لها من السلاح إلا ما تسلح به سلفها، وليس لها من القوة إلا ما ورثته، فأيهما أقوى قوة؟

وقلت لهم: لا شك أن الدولة الأولى هي الأقوى.. وهي تشبه القرآن الكريم، فمن يقول بإطلاق إعجازه يجعله كنزا من كنوز العجائب والمعجزات، ومن يقول بمحدوديته لا يراه إلا كما يراه ذلك البدوي البسيط.. يراه من خلاله عنزاته وناقته وخيمته.

ثم ذكرت لهم أن هذا ليس كلامي وإنما القرآن الكريم هو الذي ذكر ذلك؛ فهو الذي وعد البشرية بأنه سيريها في مستقبل أيامها من الآيات في الآفاق والأنفس ما يرون به الحقائق رأي العين..

وتلوت على أسماعهم تلك الآيتين الكريمتين اللتين تتنبآن بهذه الحقيقة العظيمة، قال تعالى: P قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست