اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 163
تصدقوني؟)، قالوا: نعم والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعون، فقمت لتدعو الله
بما طلبوه، فجاءك جبريل فقال لك: (ما شئت إن شئت أصبح الصفا ذهبا، ولئن أرسل آية
فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم، وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم)، فقلت حينها: (بل
أتركهم حتى يتوب تائبهم)[1]
لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ
نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ
النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا
تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59]
وقد حصل هذا لغيرك من الأنبياء ـ سيدي ـ فكلهم لم يستجيبوا لكل ما طلبه
قومهم من الآيات حرصا عليهم، وقد ورد في الإنجيل: (فخرج الفريسيون وابتدأوا
يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه. فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا
الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية) (مرقس:8/11-12)
وهي ـ سيدي ـ لا تعني ما فهموه من عدم إتيانك بالآيات مطلقا، وإنما تعني
رفض هذه الاقتراحات التي قدموها، لأنها لا تتناسب مع الرسالة، ولا مع مقتضياتها،
وهي تدل