responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164

على أنهم ساخرون في طلباتهم، وإلا فإنه يكفيهم للإيمان مطالب يتحقق بها التأكد من النبوة من غير حاجة لكل هذا.

وقد ذكر المؤرخون والمحدثون الأمثلة على ذلك، ومنها ما روي عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فقال: بم أعرف أنك رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم؟ قال: (أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، قال: نعم، فدعا العذق، فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط على الأرض، فأقبل إليه، وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ثم قال له: (ارجع)، فرجع إلى مكانه، فقال: والله لا أكذبك بشيء تقوله بعد أبدا أشهد أنك رسول الله، وآمن[1].

ومنها ما روي عن ابن عمر قال: كنا في سفر، فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (أين تريد؟)، قال: إلى أهلي، قال: (هل لك في خير؟)، قال: وما هو؟ قال: (تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله)، قال: هل لك من شاهد على ما تقول؟ قال: (هذه الشجرة)، فدعاها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يدي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فاستشهدها ثلاثا، فشهدت أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه، وقال لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: إن يتبعوني آتك بهم، وإلا رجعت إليك فكنت معك[2].

ومنها ما روي عن بريدة قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله قد أسلمت فأرني شيئا أزداد به يقينا، قال: (ما الذي تريد؟)، قال: ادع تلك الشجرة، فلتأتك، قال: (اذهب فادعها)، فأتاها الأعرابي، فقال: أجيبي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فمالت على


[1] رواه البخاري في التاريخ والترمذي وصححه وأبو يعلى وابن حبان.

[2] رواه الدارمي وابن حبان والحاكم وصححاه وقال الذهبي إسناده جيد.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست