ولهذا عقب الله تعالى تلك الآية الكريمة بقوله: ﴿ قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا
تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِالظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 58] أي: لو كان مرجع ما تستعجلون به إلي، لأوقعت بكم ما
تستحقونه من ذلك.
ولذلك كان من رحمة الله تعالى عدم استجابة الله لهم بتعجيل عذابهم، وإلا
انتفى مقصود رسالتك، وانتهت وظيفتها عند هذا المطلب الذي طلبوه..
وقد ورد في الحديث ما يشير إلى أنه أتيح لك تحقيق هذا الطلب لكنك ـ سيدي ـ
رفضت أن تنفذه رحمة بهم، ففي الحديث الذي ذكرت فيه ما لقيته من أهل الطائف قلت:
(فإذا أنا بسحابة قد أظَلَّتْني، فنظرت فإذا فيها جبريل، عليه السلام، فناداني،
فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك مَلَك الجبال
لتأمره بما شئت فيهم، فناداني مَلَك الجبال وسلم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله قد
سمع قول قومك لك، وقد بعثني ربك إليك، لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 161