responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160

يؤسفني ـ سيدي ـ أن أذكر لك بأن بعض قومي راحوا يقرؤون حديثك هذا على خلاف ما قصدته؛ فقد توهموا أن القرآن الكريم هو معجزتك الوحيدة، وأن كل المعجزات التي جرت للأنبياء من قبلك، والتي خرقت لهم بها ما يعرفه الناس من قوانين لم تتحقق لك.

وقد وهموا في ذلك؛ فأنت لم ترد الحديث عن تلك المعجزات الحسية التي لم يشاهدها إلا قومك.. وإنما أردت المعجزة الممتدة التي يراها كل الأجيال.. وهي المعجزة الوحيدة الباقية على الأرض.. ذلك أن كل معجزات الأنبياء ذهبت بذهابهم، ولم يشاهدهم إلا قومهم، أو الذين طالبوا بها.. أما من عداهم؛ فصار إيمانهم بها تقليدا لا رؤية، أو نتيجة تلك الأخبار المتواترة عنهم، لا عن حقيقة عاينوها بأنفسهم.

لذلك كان حديثك عن معجزتك الخالدة الدائمة لكل العصور، وليس عن سائر المعجزات والكرامات والخوارق التي هيأها الله لك كما هيأها لغيرك من الأنبياء، وما ذلك على الله ببعيد..

ولم يكتفوا بذلك ـ سيدي ـ بل راحوا إلى بعض آيات القرآن الكريم يفهمونها على غير المراد منها، ليضربوا بها مئات الأحاديث التي تنقل معجزاتك الحسية..

لقد راحوا يستدلون بقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾ [الأنعام: 57]، وراحوا يفهمون من قول الله تعالى:﴿مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ﴾ [الأنعام: 57] أن مرادك منها نفي ما طلبوه من معجزات أو خوارق.. والأمر ليس كذلك؛ فهذه الآية تنص على تلك الطلبات الساخرة الكثيرة التي كان المشركون يطالبونك بها بأن يعجل الله عقوبته لهم، لكي يكون ذلك دليلا على نبوتك.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست