اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 159
المؤيد بالمعجزات
سيدي يا رسول الله.. يا من أيده الله بالمعجزات الباهرات، والخوارق
الواضحات، والآيات البينات، حتى يثبت لكل العقول، وكل الأجيال أنك النبي الذي جعل
الله في الإيمان به واتباعه خلاص البشرية، وسعادتها، وصلاحها، في الدنيا والآخرة.
لقد رحت سيدي إلى دواوين الوراقين أبحث في كل الأديان، عن معجزات تشبه
المعجزات التي جئت بها، والدلائل التي دل الله بها عليك؛ فلم أجد عشر معشار ما
أتيت به..
وليس ذلك عجيبا.. فقد كان الأنبياء يبعثون إلى أقوام محدودين، وأزمنة
محدودة، أما أنت فقد جئت للبشر جميعا، باختلاف طباعهم وعقولهم ومشاربهم.. ولكل
الأزمنة متقدمها، ومتأخرها.. ولذلك كنت بحاجة إلى كل أصناف البينات، حتى يقيم الله
الحجة بك على خلقه.. فقد جرت سنة الله ألا يترك رسله من غير آيات تدل عليهم، حتى
لا يزاحمهم في ذلك الكذابون والمدعون والدجالون.
لقد أشرت سيدي إلى عظمة ما آتاك الله من آيات بينات، مقارنة بالرسل عليهم
الصلاة والسلام، فقلت: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه
البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي؛ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا
يوم القيامة)[1]
فرجاؤك سيدي لأن يكون أتباعك أكثر من سائر الأنبياء عليهم السلام يدل على
امتداد حجتك لأكثر البشر والعقول والأزمنة..