أما
المسيح عليه السلام، فقد امتلأت الأناجيل التي وصلتنا بالحديث عنك، وكلها تبشر بك،
ليتحقق فيها مصداق قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [الصف: 6]
لقد
ورد في إنجيل يوحنا قول المسيح موصياً تلاميذه بك: (إن كنتم تحبونني، فاحفظوا
وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر، ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق
الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه
ماكث معكم، ويكون فيكم.. إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده
نصنع منـزلاً.. الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل
للآب الذي أرسلني، بهذا كلمتكم وأنا عندكم، وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله
الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم.. قلت لكم الآن قبل أن
يكون، حتى متى كان تؤمنون، لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي،
وليس له فيّ شيء) (يوحنا 14/15 – 30)
وفي
إنجيل متى ولوقا، نقرأ المسيح عليه السلام وهو يصفك بدقة لحوارييه، لقد قال لهم: (اسمعوا
مثلاً آخر، كان إنسان رب بيت، غرس كرماً، وأحاطه بسياج، وحفر فيه معصرة وبنى
برجاً، وسلمه إلى كرامين وسافر.. ولما قرب وقت الإثمار أرسل عبيده إلى الكرامين
ليأخذ أثماره، فأخذ الكرامون عبيده، وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا
[1] هناك تفاصيل كثيرة مرتبطة
بهذه النبوة، أعرضنا عن ذكرها هنا لطولها، يمكن العودة إليها في كتابي: أنبياء
يبشرون بمحمد a (ص: 159)،فما بعدها.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 153