اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 152
وهكذا
يصيح كل حرف وكلمة في تلك البشارة بالدلالة عليك.. لكن لا يمكن أن يرى ذلك غير
الصادقين المخلصين الباحثين عن الحقيقة المتجردين لها.
وهكذا
وجدت نبي الله إشعيا يبشر بك، بل يؤرخ لك؛ فسفره مملوء بالحديث عنك، ومن قرأه بعين
التجرد رآك في كل حرف من حروفه..
لقد
قال في بعض بشاراته عنك: (قال لي السيد: اذهب أقم الحارس، ليخبر بما يرى، فرأى
ركاباً أزواج فرسان، ركاب حمير، ركاب جمال، فأصغى إصغاء شديداً، ثم صرخ كأسد: أيها
السيد أنا قائم على المرصد دائماً في النهار، وأنا واقف على المحرس كل الليالي،
وهوذا ركاب من الرجال، أزواج من الفرسان. فأجاب وقال: سقطت، سقطت بابل وجميع
تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها إلى الأرض.. يا دياستي وبني بيدري، ما سمعته من رب
الجنود إله إسرائيل أخبرتكم به، وحي من جهة دومة. صرخ إلي صارخ من سعير: يا حارس
ما من الليل، يا حارس ما من الليل. قال الحارس: أتى صباح وأيضا ليل، إن كنتم
تطلبون فاطلبوا. ارجعوا تعالوا، وحي من جهة العرب: ستبيتين في صحاري بلاد العرب يا
قوافل الددانيين، فاحملوا يا أهل تيماء الماء للعطشان، واستقبلوا الهاربين بالخبز،
لأنهم قد فروا من السيف المسلول، والقوس المتوتر، ومن وطيس المعركة. لأنه هذا ما
قاله لي الرب: في غضون سنة مماثلة لسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار، وتكون بقية
الرماة الأبطال من أبناء قيدار، قلة. لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم) (إشعيا 21/ 6 – 17)
إن
كل حرف من هذه النبوءة يشير إليك، ويدل عليك، ولا يمكن فهمه ولا فهم
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 152