اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 151
ما
تكلموا، أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما
أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه،
وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم
باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي. وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم
به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصِر، فهو الكلام الذي لم
يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه) (التثنية 18 / 17 - 22)
وهذه
البشارة لا يمكن أن تنطبق على غيرك، ولذلك ذكرها كل المهتدين إليك من الذين خرجوا
من التقليد، وقرؤوا كتبهم بعين الإنصاف.
وكيف
لا يفعلون ذلك واليهود مجمعون على أن جميع الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل من
بعد موسى لم يكن فيهم مثله.. فلا أحد من أنبياء بني إسرائيل أتى بشرع خاص تتبعه
عليه الأمم من بعده.. فهذه الصفة لا تنطبق إلا عليك، لأنك من إخوتهم العرب، وقد جئت
بشريعة ناسخة لجميع الشرائع السابقة، وتبعتك الأمم عليها، فأنت في هذه النواحي
تشبه موسى عليه السلام.
بالإضافة
إلى هذا، فإن تلك البشارة تنص على أن النبي الذي يقيمه الله لبني إسرائيل ليس من
نسلهم، ولكنه من إخوتهم، وكل نبي بعث من بعد موسى عليه السلام كان من بني إسرائيل
وآخرهم عيسى عليه السلام، فلم يبق رسول من إخوتهم سواك.
بالإضافة
إلى هذا، فإن الكتاب المقدس ينص على أن إسماعيل وذريته كانوا يسمون إخوة لبني
إبراهيم عليه السلام، لأن الله قال في التوراة لهاجر ـ حسب رواية العهد القديم ـ عن
ابنها إسماعيل: (بأنه قبالة إخوته ينصب المضارب) كما
دعى إسحاق وذريته إخوة لإسماعيل وذريته.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 151