responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150

وعندما طرحت عني كل جلابيب التقليد، وقيوده، ورحت أقرؤها بعقل المحقق المدقق، وجدت الأمر كما ذكروا، فهي تذكرك، بل تسميك في بعض المواضع باسمك الذي يعرفك به الناس.. لكن الجاحدين راحوا يحتالون على ذلك بأصناف الحيل حتى يصرفوا تلك البشارات عنك.

لقد وجدت في التوراة التي يتبناها اليهود والنصارى جميعا، وفي سفر التكوين وصية يعقوب عليه السلام لبنيه قبل وفاته.. عندما طبقتها بحروفها وكلماتها على من يمكن أن تصدق عليه، لم أجد غيرك سيدي، لقد ورد في سفر التكوين (49/10): (ثم دعا يعقوب بنيه، وقال اجتمعوا أبارك فيكم، وأخبركم بما ينالكم في آخر هذه الأيام، اجتمعوا واسمعوا ذلك يا بني يعقوب، واقبلوا من إسرائيل أبيكم.. لا يزول القضيب من يهوذا، والرسم من تحت أمره، إلى أن يجئ شيلوه، وإليه تجتمع الشعوب)[1]

إن هذه النبوة ـ سيدي ـ لا يمكن أن تنطبق على أحد غيرك.. فالتعابير المجازية الواردة فيها تدل على أنك تجمع بين الحكم والنبوة، وأنك صاحب الصولجان والشريعة، وأنك تملك حق التشريع والتنفيذ، وتخضع لك الشعوب.. وهذا لم يتحقق في التاريخ لنبي، أو مدعي نبوة غيرك.

فلا يمكن أن تنطبق هذه البشارة على موسى عليه السلام، لأنه أول منظم لأسباط بني إسرائيل، ولا في حق داود عليه السلام، لأنه أول ملك فيهم.

وهكذا وجدت بشارة موسى عليه السلام بك، فقد ورد في التوراة أنه عندما نزل من جبل الطور بعد ما كلمه ربه قال مخاطباً بني إسرائيل:(قال لي الرب: قد أحسنوا في


[1] شرحنا هذه النبوة وغيرها بتفصيل في كتاب [أنبياء يبشرو بمحمد a]

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست