اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 149
وقال
سابع: (جئت بني عبد الأشهل يوما، لأتحدث فيهم، ونحن يومئذ في هدنة من الحرب، فسمعت
يوشع اليهودي يقول: أظل خروج نبي، يقال له أحمد يخرج من الحرم، فقال له خليفة بن
ثعلبة الأشهلي كالمستهزئ به: ما صفته؟ قال: رجل ليس بقصير، ولا بالطويل، في عينيه
حمرة، يلبس الشملة، ويركب الحمار، سيفه على عاتقه، وهذا البلد مهاجره. قال: فخرجت
إلى قومي بني خدرة، وأنا يومئذ أتعجب مما قال، فأسمع رجلا يقول: ويوشع يقول هذا
وحده، كل يهود يثرب تقول هذا؟ قال أبي مالك بن سنان: فخرجت حتى جئت بني قريظة،
فأجد جمعا، فتذاكروا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقال الزبير بن باطا: قد طلع الكوكب الأحمر الذي لم يطلع إلا بخروج نبي وظهوره،
ولم يبق أحد إلا أحمد، وهذه مهاجره قال أبو سعيد: فلما قدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة أخبره أبي هذا الخبر،
فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (لو
أسلم الزبير وذووه من رؤسائهم كلهم له تبع)[1]
وهكذا ورد في الأخبار الكثيرة المتواترة ما يدل على سبب تركهم
لبلاد الشام ذات الجو الطيب، والغنى الوافر، وهجرتهم إلى تلك الصحارى القاحلة..
وكل ذلك طلبا لك، لعلمهم بأنها البلاد التي ستظهر فيها.
لقد رحت ـ سيدي ـ أطالع الكتب المقدسة
التي تتبناها الأديان جميعا.. فوجدت البشارة بك واضحة ظاهرة لا ينكرها إلا
الجاحدون.. وكان من أكبر أدلة انطباقها عليك أن الذين استخرجوها، وفسروها، وبينوا
انطباقها عليك رجال من أهل تلك الأديان[2].
[2] هم كثيرون جدا، أشرت إليهم في
كتابي [قلوب مع محمد a] ومنهم علي بن ربن
الطبري، وهو مسيحي هدته دراسة الموضوعية الصادقة للكتاب المقدس إلى الإسلام، وقد
ذكرت بعض ما ذكره من بشارات في كتابي [أنبياء يبشرون بمحمد a]
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 149