وقال
خامس: ( كان لنا جار من اليهود بالمدينة فخرج علينا قبل البعثة بزمان فذكر الحشر
والجنة والنار، فقلنا له: وما آية ذلك؟ قال خروج نبي يبعث من هذه البلاد ـ وأشار
إلى مكة ـ فقالوا متى يقع ذلك؟ قال فرمى بطرفه إلى السماء وأنا أصغر القوم، فقال:
إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال فما ذهبت الأيام والليالي حتى بعث الله
تعالى نبيه، وهو حي ـ أي اليهودي ـ فآمنَّا به وكفر هو بغياً وحسداً )[2]
وقال
سادس: (كنا ويهود فينا كانوا يذكرون نبيا يبعث بمكة اسمه أحمد، ولم يبق من
الأنبياء غيره، وهو في كتبنا، وما أخذ علينا منه، وصفته كذا وكذا، حتى يأتوا على
نعته قال: وأنا غلام وما أرى أحفظ، وما أسمع أعي، إذ سمعت صياحا من ناحية بني عبد
الأشهل، فأرى قوما فزعوا وخافوا أن يكون أمر حدث، ثم خفي الصوت، ثم عاد، فصاح،
ففهمنا صياحه: يا أهل يثرب، هذا كوكب أحمد الذي ولد به. قال: فجعلنا نعجب من ذلك،
ثم أقمنا دهرا طويلا، ونسينا ذلك، فهلك قوم، وحدث آخرون، وصرت رجلا كبيرا، فإذا
مثل ذلك الصياح: يا أهل يثرب، قد خرج أحمد وتنبأ، وجاءه الناموس الأكبر الذي كان
يأتي موسى عليه السلام، فلم ألبث أن سمعت أن بمكة رجلا خرج يدعي النبوة، وخرج من
خرج من قومنا، وتأخر من تأخر، وأسلم فتيان منا أحداث، ولم يقض لي أن أسلم، حتى قدم
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة)[3]