اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141
بنسبتهم
لك، وانتماءهم لدينك، لتوحدت صفوفهم، واجتمعت كلمتهم.. وعلموا أنهم حتى لو اختلفوا
فأنت تجمعهم.. ولو تفرقت بهم بعض السبل، فأنت الملاذ الذي يحتمون به من أوزار
الفرقة والخلاف والشقاق.
ولم
يكن الأمر قاصرا على هؤلاء أيضا سيدي.. بل ظهر من يجادل في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ
وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40]، ويؤوله
بما شاء له هواه.. ابتغاء أن يلغي خاتميتك، حتى أن بعضهم راح يصور لأتباعه أنك
الخاتم الذي يوضع في الأصبع، أو الخاتم الذي توقع به التواقيع.. لا ما أراده الله
من كونك النبي الذي تنتهي به الأنبياء، فلا شريعة بعد شريعتك، ولا نبوة بعد نبوتك.
ولو
أن هؤلاء رجعوا لتلك النصوص الكثيرة التي تذكر هذا المعنى، وتحذر من كل دعوى ترتبط
به، لعادوا إلى وعيهم، وساروا خلفك.. فالله ابتلاهم بك، بل شرفهم بك.. لكنهم أبوا
التشريف.
لقد
ورد في الحديث عنك أنك خرجت يوما على أصحابك كالمودع، وأنت تقول: (أنا محمد النبي
الأمي ـ ثلاث مرات ـ ولا نبي بعدي؛ أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه)[1]
بل
إنك قلت لتلميذك الأكبر، الإمام علي، بعد أن أشدت به، وبينت فضله ومكانته، وأنه
السراط المستقيم الذي لا يزيغ ولا يزل عن هديك: (أما ترضى يا علي أن أكون أخاك؟..
أنت أخي في الدنيا والآخرة)[2].. ثم قلت له: (أنت مني
بمنزلة هارون من