فإن
كانت هذه هي المرتبة التي وصل إليها الإمام علي، وهو أشرف هذه الأمة، وأكرمها على
الله.. وهو الذي تمثلت فيه كل القيم النبوية.. فكيف يدعي النبوة غيره، أو كيف
يتوهم أحد من الناس أنه يمكن أن يستدرك على النبوة، وهو لم يبلغ جزءا بسيطا من
مرتبة ذلك التلميذ الأكبر للنبوة، والذي كان يقول لمن سأله: (يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟)،
فقال له الإمام علي: (ويلك، إنما أنا عبد من عبيد محمد a)[2]
سيدي
يا رسول الله.. يا وسيلة الله العظمى.. أتوسل بك إلى الله أن يحفظني من كل أولئك
الدجالين الذين يريدون إبعادي عنك.. أو الانضمام للواء غير لوائك.. أو الفرح بنسبة
غير الانتساب إليك.
فاجعلني
من شيعتك وأنصارك والمتبعين لسنتك وهديك.. حتى لا تضل بي الأهواء، ولا تختلف علي
الطرق.
وأسألك
سيدي، وأتوسل بك إلى الله أن أحفظ وصاياك، وأركب السفينة النجاة التي أمرتنا
بركوبها.. فمن لم يركبها غرق في طوفان الفتن، واستهواه أصحاب الرايات، وابتعد عن
رايتك، ومن لم يتشرف بالدخول تحت لوائك لم يتشرف الشرب من حوضك.. فنستعيذ بالله
متوسلين بك من ذلك.. إنك أنت صاحب الوسيلة العظمى والمقام المحمود.
[1] ابن أبي شيبة 12/60 و14/545،
والبخاري (4416)، ومسلم (2404) (31)، والبزار (1170)، والنسائي في الكبرى (8141)،
والخصائص (56)