responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140

والكمال الذي توصل إليه.

لقد غفلوا عن ذلك ـ سيدي ـ وراحوا يتوهمون أن أولئك الدجالين الذي ارتقوا تلك المناصب الرفيعة.. هم الأولى بالاتباع، وهم الأحق بالانتساب إليهم.

لقد رأيت بعضهم يخالف هديا من هديك.. فرحت أعرض عليه قولك، وأدعمه بما ورد في كتاب الله مما يدل عليه.. فراح يقول لي: لكن شيخي وأستاذي يرفض هذا، وأنا لا أسلم إلا بما يقوله شيخي وأستاذي.

هل رأيت سيدي كيف استبدلوك بغيرك.. وكيف وضعوا الحجب بينهم وبينك.. وكيف وضعوا لأنفسهم شريعة جديدة هي أبعد الشرائع عن شريعتك.

لقد رأيت بعضهم يفتي بحرق الكنائس وإيذاء أهلها.. فذكرت له سماحتك ولطفك مع المخالفين لك في الدين، وقرأت له قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]، وقوله: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]

وذكرت له كيفية تعاملك مع وفد نجران.. وكيف أذنت لهم في الصلاة في مسجدك.. فغضب غضبا شديدا، وقال: (أأنت أعلم بالسنة من شيخي الذي كتب رسالة في هذا.).. ثم راح يسرد لي أقوال من يراهم علماء، وهم ليسوا سوى مناوئين للهدي الذي جئت به، والسماحة التي وصفت بها شريعتك.

لم يكن الأمر قاصرا على هؤلاء سيدي، وليته كان قاصرا عليهم.. بل إن الكثير استبدلوا النسبة لك بالنسبة لمشايخهم.. فصرت لا تكاد تُذكر بينهم.. ولو أنهم اكتفوا

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست