اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 139
سيمتلئ
فرحا، وسيكتفي به، لأنه يعلم أنه لن يحتاج إلى التعب في البحث عن طبيب جديد، ولن
يبتلى في طريق البحث بالدجالين والكذابين والمدعين.
لقد
كنت تذكر ذلك سيدي كل حين، وتربطه بالدجالين الذين يدّعون النبوة، أو يدّعون
وظائفها؛ فيحسبون أن لهم الحق في تحليل ما حرمت، أو تحريم ما أحللت، أو تعديل ما
شرعت.. من غير أن يسموا أنفسهم أنبياء.. وإن كانوا يزعمون لأنفسهم نفس أفعال
الأنبياء.
لقد
ذكرت هؤلاء، فقلت: (لا
تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في
أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي)[1]
وروي
عنك في حديث آخر قولك: (في أمتي كذابون و دجالون، سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، و
إني خاتم النبيين، لا نبي بعدي)[2]
صدقت
ـ يا سيدي يا رسول الله ـ فقد رأينا بأعيننا أمثال هؤلاء الدجالين الذين يتوهمون
أنهم يستدركون على ما جئت به.. بل رأينا من يسخر بمن يلتزم بما نص عليه ظاهر
الكتاب الذي أنزل عليك، والبيان الذي كلفت بتبليغه.. ويعتقد أن ذلك الالتزام نصيب
العوام.. لا الخواص.. وأن الكمال في تلك الفهوم الجديدة التي تُبدل بها الحقائق،
ويُعبث فيها بالقيم.
ولو
سلموا لك، وعلموا أنك الخاتم، وأن شريعتك لا تنقض أبدا، وأن الزمان لا يزيد
حقائقها إلا جلاء ووضوحا.. لهداهم الله إلى تلك الأسرار التي تنطوي عليها،