اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138
أسقامه..
أو
مثلما يكتفي التلميذ بالأستاذ الذي يشرح له كل دروسه، أو يوضح له كل ما يريده من
حقائق، ويربيه على كل ما يصلح من قيم.
هم
لم يعلموا ـ سيدي ـ أن لكل شيء نهاية ينتهي إليها.. وأن النبوة مثل سائر الأشياء..
قد انتهت بك إلى الكمال الذي لا كمال بعده.. ولذلك جعلك الله النهر الذي تجتمع
عنده كل الروافد.. فمن شرب منه شرب منها جميعا، ومن سبح فيه سبح فيها جميعا.
ولو
أنهم ـ سيدي ـ تأملوا قولك: (مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارًا فأحسنها وأكملها، وترك فيها موضع لَبنة لم يَضَعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه، ويقولون: لو تمَّ موضع هذه اللبنة؟ فأنا
في النبيين موضع تلك اللبنة)[1] لعلموا أن الله تعالى هو
الذي تولى بناء دار النبوة، وهو أعلم بمواضع كل لبنة من لبناتها.. وكما أن الدار
إذا اكتملت لا تحتاج إلى المزيد من اللبنات؛ فكذلك النبوة.
فالنبوة
منصب إلهي دعت إليه حاجة الخلق إلى هداية التشريع.. فإذا بلغت هداية التشريع إلى أجمل
صورها، وأكملها، وحفظت بكل أساليب الحفظ ووسائله.. لم يكن هناك حاجة إليها.. بل إن
رحمة الله في عدم حاجتهم إليها.. لأن الأمر قد استقر حينها على الشريعة التي تصلح
للخلق جميعا.
إن
الأمر في ذلك ـ سيدي ـ يشبه ذلك المريض الذي يسعى للأطباء.. وهو يتمنى من كل قلبه
أن يجد الطبيب الذي يكفيه كل أدوائه، ويعالج كل ما نزل به.. وحين يجده،