responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137

خاتم النبيين

سيدي يا رسول الله.. يا من جعلك الله الخاتم الذي تنتهي به النبوة، والكمال الذي تنتهي إليه مسيرة شرائعها.. فجعل دينك مهيمنا على الأديان، وكتابك مصححا لما انحرف من الكتب، وشريعتك ناسخة للشرائع، وهديك موضحا للسراط المستقيم الذي تفرقت به الأهواء.. فمن اقتبس الدين منك اهتدى، ومن مال لغيرك ضل..

سيدي لقد دلت كل الدلائل القطعية على خاتميتك للنبوة، ونصت عليها كل البشارات التي بشرت بها الأنبياء؛ فكلها اتفقت على أنك الخاتم، وأنك الخلاصة، وأن كل من ادعى النبوة بعدك ضل.. ولم يجادل في ذلك إلا أولئك الذين حسدوك، وتوهموا أن ختمك للنبوة يحول بينهم وبين المناصب الإلهية التي يمنون نفوسهم الأمارة بها.

ولو أنهم سيدي سلموا لله تعالى الخلق والاختيار.. لعلموا أن الله تعالى ابتلاهم بك، كما ابتلى من أمرهم بالسجود لآدم.. أما الملائكة الطاهرون، أصحاب المناصب الرفيعة، فسلموا.. وأما الشيطان ذلك الذي لم يعرف أسرار الاختيار الإلهي؛ فراح يجادل فيه.

وكذلك حصل لمن راح يجادل في ختمك للأنبياء، وخاتميتك للنبوة، فقد توهموا أنك سددت أبواب الكمال عنهم، ولم يعلموا أنك فتحتها لهم، وأنه ليس على من يريد أن يلج باب أي منصب إلهي، أو يرقى سلم أي كمال إلا أن يتبعك، ويسير على سراطك المستقيم، ويحتذي حذو سنتك الشريفة.

هم لم يعلموا ـ سيدي ـ أن البشر بعد أن جئتهم استغنوا بك عن أن يتنزل إليهم الأنبياء، مثلما يستغني المريض الذي يجد الطبيب الذي يعالج كل أدوائه، ويشفي كل

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست