responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 134

ولو أنهم سيدي رجعوا لتلك الأحاديث الكثيرة التي تخبر عن كشف الله لك لكل ما حولك كشفا واضحا، بحيث لا يستطيع أحد أن يتجرأ عليك.. لاكتفوا بها.. وردوا بها تلك الرواية الهزيلة التي تسيء إليك.

لو أنهم عادوا لما يروونه من أن رجلا جاءك، فقال: من أنت؟ فقلت:(أنا نبي)، فقال: وما نبي؟ قلت:(رسول الله)، فقال: متى تقوم الساعة؟ قلت:(غيب ولا يعلم الغيب الا الله)، فقلت: أرني سيفك، فأعطيته سيفك، فهزه، ثم رده عليك، فقلت له:(أما إنك لم تكن تستطيع ذلك الذي أردت)[1].. ثم قلت لأصحابك:(إن هذا أقبل، فقال: آتيه، فاسأله ثم آخذ السيف، فاقتله ثم أغمد السيف)[2]

وهكذا كنت تخبر أصحابك بما يحدثون به أنفسهم من التعرض لك، فعن شيبة بن عثمان قال: لما فتح رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم مكة، قلت: أسير مع قريش إلى هوازن، بحنين فعسى أن اختلطوا أن أصيب غرة من محمد فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها، وأقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا أتبع محمدا ما أتبعه أبدا، فكنت مرصدا لما خرجت له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة، فلما اختلط الناس، اقتحم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عن بغلته، فدنوت منه، ورفعت سيفي حتى كدت أسوره، فرفع لي شواط من نار كالبرق كاد يمحشني فوضعت يدي على بصري خوفا عليه فالتفت إلي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وقال:(ادن مني)، فدنوت فمسح صدري، وقال:(اللهم أعذه من الشيطان) فو الله لهو حينئذ أحب الي من سمعي وبصري ونفسي، وأذهب الله ما كان بي، فقال:(يا شيبة، الذي أراد الله بك خيرا مما أردت بنفسك؟) ثم حدثني بما اضمرت في نفسي! فقلت: بأبي أشهد أن لا


[1] رواه الحاكم وصححه والطبراني.

[2] رواه الطبراني.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست