responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133

أن يكون في أولئك الرواة من وثقهم الموثقون من غير معرفة كاملة بهم، فدسوا في الإسلام ما ليس منه؟

فرفضوا ما ذكرت لهم، وظلوا على تعلقهم بأنك سحرت، وأنه صار يخيلُ إليك أنك فعلت الشيء مع أنك لم تفعله.. وهي حالة خطيرة جدا بالنسبة لإنسان عادي، فكيف بنبي، فكيف بخاتم الأنبياء وسيدهم؟

إنهم ـ سيدي ـ لم يدركوا أن ذلك الشيء الذي يخيل إليك أنك فعلته مع أنك لم تفعله قد يرتبط بتبليغ الدين.. وليس في الحديث الذي يروونه ما ينفي ذلك.. وبذلك يكون جزء مهم من الدين لم يصل إلينا بسبب أنك ـ تعاليت عن ذلك علوا عظيما ـ كنت تتوهم أنك بلَّغته مع أنك لم تبلغه..

ولو أنهم ـ سيدي ـ رجعوا لتلك النصوص التي تقدسك وتنزهك وتخبر عن عصمتك المطلقة، لاكتفوا بها.

لو أنهم قرؤوا قول الله تعالى الواضح الدقيق الدال على أن حياتك كلها دعوة وبلاغ عن الله: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ [النجم: 2 - 4] لكفوا عن غلوهم وتعظيمهم للحديث، وهجرهم للقرآن الكريم.

بل إنهم لو رجعوا للسنة نفسها، لوجدوا الحديث الذي يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، والذي يقول فيه: قلت: يا رسول الله اكتب كل ما أسمع منك؟ قال: نعم، قلت: في الرضا والغضب؟ قال: (نعم فإني لا أقول في ذلك كله إلا حقا) [1]


[1] رواه الترمذي.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست