اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124
حينها
لم يشأ إبراهيم عليه السلام أن يناقشه في ذلك، وإنما انتقل به لدليل آخر.. وهو لا
يعني إقراره بأن الملك يحيي ويميت.
وهكذا
نجدهم يستدلون بما ورد في القرآن الكريم من النصوص الدالة على نجاة غير المسلمين،
كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى
وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 62]، وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ﴾ [المائدة: 69]
مع
أن هذه الآيات الكريمة لا يمكن فهمها إلا في ضوء النصوص الأخرى الكثيرة الدالة على
كفر من أشرك بالله من اليهود والنصارى كقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾
[المائدة: 17]، وقوله: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا
اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، وقوله: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ
قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: 73]، وغيرها من الآيات الكريمة التي
تنص على كفر من أشرك بالله تعالى، أو لم يتبعك أو كذبك.
ولو
أنهم آمنوا بهذه الآيات جميعا، لعلموا أن القرآن الكريم لا يتحدث عمن رأوك وعاصروك
وسمعوا بك أو جاءوا من بعدك، فأولئك يجب عليهم الإيمان بك واتباعك، وإنما يتحدث
عمن لم يتشرفوا برؤيتك، أو لم يسمعوا بك لأسباب زمانية أو مكانية خارجة عن قدراتهم.
أما
الزمانية؛ فلكونهم في أزمنة سبقت الإسلام، ولم يعرفوا دينا إلا تلك الديانات،
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124