اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122
يصبح
الإيمان المجرد عن الاتباع لغوا، وهو ما ينقض كل الأصول التي اعتمدوا عليها.
ولو
أنهم ـ سيدي ـ تركوا كبرياءهم وغرورهم ـ وعادوا إلى القرآن الكريم الذي يتوهمون
أنهم يستندون إليه في دعواهم، وسألوه عن نوع الإقامة التي طلبها الله تعالى منهم، لعلموا
أنها ما ورد في كتبهم من تلك الوصايا التي أمر بها القرآن الكريم، والتي لا يمكن
تنفيذها إلا بتلك الشرائع التي جئت بها.
ولو
أنهم رجعوا لكتبهم، وكانوا صادقين في رجوعهم، لعلموا أنه لا يمكن إقامة كتبهم من
دون اتباعك؛ فأول ما يجدونه فيها تلك البشارات التي امتلأت بها، والتي تدعو إلى وجوب
اتباعك، وهي كثيرة جدا، وقد أشار إليها القرآن الكريم في مواضع منه، كقوله تعالى:
﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي
يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ
الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]
بل
أخبر القرآن الكريم أنه قد ورد في الكتاب المقدس من التفاصيل المرتبطة بك ما
يجعلهم موقنين بك، غير شاكين فيك، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ
الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا
مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]
ولو
أن أولئك المجادلين المشاغبين الذين توهموا أنه يمكن إقامة الدين من دون اتباعك،
رجعوا إلى القرآن الكريم، واستمعوا بوعي لما ورد فيه من الإخبار عن التحريفات التي
حصلت في كتب جميع الأديان، وأن أهل الكتاب كانوا يشترون بتحريفها ثمنا قليلا، لعلموا
أنه لا يمكن أن يأمر الله باتباع كتب محرفة.. فهل يعقل أن يأمر الله تعالى أهل
الكتاب بأن يقيموا ما حرف من كتابهم، قال تعالى: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122