responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118

رسول العالَمين

سيدي يا رسول الله.. أيها المبعوث رحمة للعالمين.. يا من جعله الله الوسيلة لتحقيق كل غايات الوجود الإنساني.. فكنت السبيل الوحيد للانتصار على جميع الشياطين.. حتى يظهر بك الحق على الباطل.. وينتصر بك النور على الظلمات.. ويظهر دينك على الدين كله.. وبك تتحقق جميع أحلام الأنبياء والشهداء والأولياء..

لقد ذكر الله تعالى عالمية رسالتك، وأنك كنت المدخر للبشر، لتكون خاتمة عقد النبوة، فلا نبي بعدك، وكل من ادعى النبوة بعدك كذاب، وكل من اتبع غيرك ـ بعد علمه بك ـ كافر وضال.. فلا يقبل الله بأن يؤتى من غير بابك.

وكيف يقبل الله ممن سمع بك، ثم أعرض عنك، وقد أخذ ربك الميثاق على أنبيائه بلزوم اتباعك في حال كان زمنهم مطابقا لزمانك، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: 81، 82]

وقد قال الإمام علي في بيانها وتفسيرها: (ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بَعَث محمدًا وهو حَيّ ليؤمنن به ولينصرنه، وأمَرَه أن يأخذ الميثاق على أمته: لئن بعث محمد a، وهم أحياء ليؤمِنُنَّ به ولينصرُنَّه)[1]

وقد ذكرت سيدي ذلك، وحذرت من الدجالين الذين قد يغرون الناس على أنفسهم، ويوهموهم بجواز اتباع غيرك.. لقد قلت في ذلك: (والذي نفسي بيده، لا يسمع


[1] تفسير ابن جرير الطبري (2/ 236)، وتفسير ابن كثير (1/ 386)، وتفسير البغوي (1/ 322)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست