اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113
وقد
روي أن نفرا من قومك تواصوا بك ليقتلوك، منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة وغيرهما،
فبينما أنت قائم تصلي، سمعوا قراءتك، فأرسلوا إليك الوليد ليقتلك، فانطلق حتى
انتهى إلى المكان الذي تصلي فيه، فجعل يسمع قراءتك ولا يراك، فرجع إليهم فأعلمهم
بذلك، فأتاك من بعده أبو جهل والوليد ونفر منهم، فلما انتهوا إلى الصوت، فإذا
الصوت من خلفهم، فينتهون إليه فيسمعونه أيضاً من خلفهم، ثم انصرفوا ولم يجدوا إليك
سبيلا[1].
وغيرها
من الروايات الكثيرة المتواترة، والتي دل عليها، وعلى صحتها قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ
خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾
[يس: 9]
وقد
روي في سبب نزولها أن بعض المشركين وقفوا أمام بيتك، يريدون قتلك، فخرجت
عليهم، وأحدهم يقول لأصحابه:
(إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكا، فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم
جنان خير من جنان الأردن وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه ذبح، ثم بعثتم بعد موتكم
وكانت لكم نار تعذبون بها)، فالتفت إليهم من غير أن يشعروا بك، فوضعت التراب على
رؤوسهم، وأنت تقرأ بداية سورة يس، ولم يفطنوا لأنفسهم إلا بعد أن تساقط التراب من على
رؤوسهم [2].
وهكذا
شملك الله بحفظه في أشد الظروف صعوبة، مثلما حصل لجدك إبراهيم عليه السلام عندما
صارت النار بردا وسلاما عليه، ليستطيع أداء الوظيفة التي كلف بها.
وعندما
هاجرت إلى المدينة أرسلوا في طلبك حيا أو ميتا.. لكن الله نصرك
[1] رواه البيهقي، سبل الهدى
والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 257)
[2] انظر الروايات الواردة في ذلك
في: تفسير ابن كثير (6/ 564)
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113