اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112
عيب
ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني لأعاهد الله لأجلسن له غدا
بحجر فإذا سجد في صلاته فضحت به رأسه، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم)،
فلما أصبح أخذ حجرا، واقترب منك، وأنت تصلي، وقد غدت قريش، فجلسوا في أنديتهم
ينظرون، فلما سجدت احتمل الحجر، ثم أقبل نحوك حتى إذا دنا منك رجع فارا منتقعا
لونه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، فعندما سألوه عن سر ما فعله،
قال: (لما قمت إليه عرض لي فحل من الإبل، فو الله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته،
ولا أنيابه لفحل قط، فهم أن يأكلني)، وقد قلت حينها مبينا سر ما حصل له: (ذاك
جبريل، لو دنا مني لأخذه)[1]
ورووا
أنه لما نزلت سورة المسد، أقبلت أم جميل، امرأة أبي لهب، ولها ولولة، وفي يديها
فهر، وهي تقول: (مذمما أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا)، وأنت جالس في المسجد مع
بعض أصحابك، فقال لك: (لقد أقبلت هذه، وأنا أخاف أن تراك)، فقلت له مطمئنا: (إنها
لن تراني)، فراحت تصرخ: أين الذي هجاني وهجا زوجي؟.. فسألها من معك عن رؤيتها لك،
فقالت: (أتهزأ بي والله، ما أرى عندك أحدا)، ثم انصرفت، فسئلت عن سر عدم رؤيتها
لك، فقال: (حال بيني وبينها جبريل، يسترني بجناحيه حتى ذهبت)[2]
وهكذا
كنت محجوبا عن كل أعدائك الذين يتربصون بك.. وكيف لا تكون كذلك، وأنت القرآن
الناطق، وقد قال الله تعالى فيك وفيه: ﴿
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾
[الإسراء: 45]
[1]
رواه ابن إسحاق وأبو نعيم والبيهقي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/
255)
[2] رواه أبو يعلى وابن حبان
والحاكم، وصححه ابن مردويه، والبيهقي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/
256)
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112