لقد
مكثت حينها في غار ثور ثلاثة أيام حتى لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصر تحتهما،
وحينها امتلأ صاحبك المرافق لك حزنا، فقلت له بكل هدوء، وأنت تعلم أن الله لن
يضيعك: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ
مَعَنَا﴾ [التوبة: 40] [1]
لقد
كان ذلك الموقف يشبه كثيرا موقف نبي الله موسى عندما كان فرعون خلفه، والبحر
أمامه، فقال له أصحابه: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء: 61]، فرد عليهم بكل هدوء: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: 62]
وعندما
ذهبت إلى المدينة، وزاد أعداؤك، بعد أن انضم إليهم اليهود والمنافقون، وأعلنت كل
الحروب عليك، وجرت الكثير من محاولات اغتيالك، فشلت جميعا..
ومن
تلك المحاولات ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿
أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ
فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾
[البقرة: 87]، فقد روي أنك ذهبت إليهم لبعض الأمور بناء على المعاهدة التي كانت
بين المسلمين وبينهم، فأجلسوك في حائط لهم ثم عزموا على قتلك، بقذف رحى عظيمة من
فوق الحائط، لكن