اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106
بقتال
من قاتلك، وبحرب من حاربك، من دون أن تجاوز الحدود التي أتاحها الله لك.
وقد
شهد لك كل أصحابك بأنك في غزواتك جميعا كنت البطل الأكبر، ففي غزوة بدر وأحد
وغيرهما كنت أنت القائد، الذي يقدم على غمار الموت، بشجاعة وبطولة، حتى شُجَّ
وجهك، وكُسِرت رَباعيتُك.
وفي
يوم حُنَيْن ثبت في وجه الآلاف من هوازن، بعد أن تفرق عنك الناس خوفاً واضطراباً
من الكمين المفاجيء الذي تعرضوا له.. وقد وصف بعض صحابتك ثباتك، فقال لمن سأله:
(أكنتم وليتم يوم حنين؟): (أشهد على نبي الله a ما ولَّى، ولكنه انطلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر (من لا سلاح
معهم) إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل كأنها رِجْل (قطيع)
من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول:
أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)[1]
وذكر
صحابي آخر بعض مواقف شجاعتك، فقال: (غزونا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم غَزَاة قِبَلَ نَجْد، فأَدركنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في القائلة في واد كثير العِضَاهِ (شجر فيه شوك)، فنزل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن
مِن أغصانها، وتفرّق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، فقال رسول الله: إِنَّ رجلا
أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، والسيف صَلْتا (مسلولا)
في يده فقال: مَن يَمْنَعُكَ مني؟ قلت: الله، فشامَ السيف (رده في غِمْده)، فها هو
ذا جالِس، ثم لم يعرِض له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[2]
وما
ذلك ـ سيدي ـ إلا لمعرفتك بالله.. فيستحيل أن تجتمع المعرفة مع الجبن..