وكيف
لا تكون كذلك، وأنت صاحب الإيمان العظيم الذي يرى الحقائق رأي العين، فلذلك لا
يؤثر فيه ذلك البهرج الكاذب الذي يؤثر في الجبناء.. فيملأهم بالمخافة والرهبة.
وكيف
لا تكون كذلك، والله تعالى هو الذي أمرك بالثبات والغلظة على أولئك الذين يجاوزون
حدودهم، فيظلمون الناس، ويعتدون على الحرمات، قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ﴾ [التوبة: 73]
ولذلك،
فإنك ـ سيدي ـ كما كنت لينا رحيما لطيفا بالمؤمنين والمسالمين والصالحين، كنت في
نفس الوقت شديدا على الطغاة والمجرمين والمحاربين.. فاكتملت لك بذلك الإنسانية في
أجمل جوانبها.. واكتملت لك الشهامة في أروع صورها.
فقد
كنت تحفظ شجاعتك بشهامتك، فلا تظلم، ولا تعتدي، وإنما تكتفي بمواجهة من يظلم
المستضعفين، أو يريد التسلط عليهم..
ولهذا
كنت في كل حروبك التي فرضت عليك، صاحب شهامة ونبل، تكتفي
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 105