اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104
شكوت
إلى الله.. لا ما زجك فيه من بلاء.. وإنما شكوت له تقصيرك في حقه..
ولم
تقتصر مواقف شجاعتك على ذلك، بل كانت كل حياتك مواقف شجاعة وبطولة نادرة.. وكيف لا
تكون كذلك، وأنت الذي جعلت العرب جميعا مشغولين بك.. وبكيفية مواجهتك، وأنت فرد
واحد.. ومعك الكثير من المستضعفين.
ولم
تكن شجاعتك قاصرة على شجاعة الكلمة.. بل كانت تشمل كل أنواع الشجاعة ومجالاتها..
حتى الحربية منها.. فأنت في كل الحروب التي فرضت عليك كنت المقبل لا المدبر..
والثابت لا المتولي.. حتى كان الشجعان والأبطال يلوذون بك، ويحتمون، وقد قال بعضهم
يذكر ذلك: (كنا إذا حمي البأس (القتال)، واحْمرَّت الحَدَق، اتقينا برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فما يكون أحد أقرب إلى العدو
منه)[1]
وقال
بعض أصحابك يصف شجاعتك: (كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أحسن الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فخرجوا نحو
الصوت، فاستقبلهم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبى طلحة عُرْي (مجرد من السرج)، وفي عنقه السيف،
وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا (لا تخافوا ولا تفزعوا)، وقال عن الفرس: (وجدناه
بحرا، وإنه لبحر)، قال الراوي: (وكان الفرس قبل ذلك يبطأ، فما سبق بعد ذلك) [2]
وقال
آخر: (ما رأيتُ أشجع ولا أنْجد (أسرع في النجدة) من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[3]
وكيف
لا تكون كذلك سيدي، وأنت القرآن الناطق الذي تمثلت فيه حروف قوله
[1] رواه الطيالسى، وابن أبى
شيبة، وأحمد، وأبو عبيدة فى الغريب، والنسائى، وأبو يعلى، والحاكم، وابن جرير
وصححه، والحارث، والبيهقى فى الدلائل، [كنز العمال 35463]
[2] رواه والبخاري (2820) و
(2866) و (2908) و (3040) و (6033)، ومسلم (2307) (48)
[3] الشفا بتعريف حقوق المصطفى -
وحاشية الشمني (1/ 116)
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104