اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107
فأول
علامات العارف بالله شجاعته.. وكيف لا يكون شجاعا، وهو يرى الله في كل شيء.. ويرى
قوة الله في كل محل، ولذلك كنت تردد متأسفا: (انتدب الله لمن خرج في سبيله لا
يخرجه إلّا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله
الجنّة. ولولا أن أشقّ على أمّتي ما قعدت خلف سريّة، ولوددت أنّي أقتل في سبيل
الله ثمّ أحيا، ثمّ أقتل ثمّ أحيا، ثمّ أقتل)[1]
بالإضافة
إلى ذلك كله ـ سيدي ـ اتفق كل من رآك وعرفك وصحبك على تلك القوة التي كنت عليها..
والتي عجز من كان يزعم لنفسه القوة على مجاراتك فيها.. وكيف لا تكون كذلك، وقوة
الجسد من قوة القلب.. وقوة القلب من قوة الروح.. وقوة الروح من صلتها بربها.. وأنت
أعظم المتصلين بالله، والمتواصلين معه.. فلذلك تجلى عليك باسمه القوي، فلم يغلبك
أحد.
وقد
ورد في الحديث أن رجلا من العرب كان يطلق عليه ركانة، ولم يكن أحد يستطيع مواجهته،
أو منازلته، وعندما سمع بك، طلب أن يصارعك، فاستجبت لطلبه، وسرعان ما صرعته، فلم
يصدق عينه، فطلب الإعادة، فصرعته مرة ثانية، فقال: عاودني، فصرعته الثالثة، فقال:
(يا محمد، ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إليَّ منك، وأنا
أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[2]
[2]
من الروايات الواردة للحديث أن يزيد بن ركانة جاء إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ومعه ثلثمائة من الغنم فقال:
يا محمَّد، هل لك أن تصارعني؟ قال a: وما تجعل لي إن صرعتك؟ قال: مائة من الغنم، فصارعه،
فصرعه، ثم قال: هل لك في العود؟ فقال a: وما تجعل لي؟ قال: مائة أخرى، فصارعه، فصرعه، وذكر
الثالثة، فقال: يا محمَّد، ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إلي
منك وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقام عنه ورد عليه غنمه) [رواه
الخطيب وصححه الألباني في إرواء الغليل (1501)]
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107