responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

الشهم الشجاع

سيدي يا رسول الله.. أيها الشهم الشجاع الذي اكتملت فيه كل أركان الشخصية القوية بجميع معانيها؛ فصار أنموذجها الأمثل، وقدوتها الأعلى، وأسوتها الحسنة.

عندما أتأمل مواقفك طيلة حياتك، وخاصة في تلك الفترة التي كلفت فيها بأعظم رسالة، وبين أشرس قوم، وفي أحلك ظروف.. أعلم يقينا أن القلب الذي استطاع تحمل تلك التكاليف الثقيلة لا يمكن إلا أن يكون في قمة الشجاعة والقوة.. وإلا فمن يجرؤ على مواجهة أقوام تجذر فيهم الشرك، وكل عادات الجاهلية، بذلك التحدي، وبتلك الدعوات التي جعلتهم ينهضون جميعا على بكرة أبيهم لمواجهته.

ولو أن أولئك المشككين المخدوعين عن الحقيقة، تأملوا في هذه الناحية وحدها، لهدتهم إليك، ولعرفوا أن ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]، فيستحيل على من كان كاذبا أو مخدوعا أو مخادعا أن يتجرأ على تلك الدعوات التي لن ينال منها إلا المواجهة والحرب والتشويه والتشويش.. مع أنه يمكن أن ينال كل أغراضه بمجرد أن يسمع قومه فصاحته وبلاغته وحكمته.

فالمواجهة ـ يا سيدي يا رسول الله ـ والشجاعة الأدبية المرتبطة بها أعظم من الشجاعة التي يبرزها المحاربون في حربهم، أو الشجعان في منازلاتهم..

ولذلك قلت مبينا عظم شهادة من قال كلمة الحق عند سلاطين الجور: (من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر)[1]

لا تزال ذكريات شجاعتك في هذا الجانب ترد على خاطري، وتملؤني بالنشوة،


[1] الترمذى (2174) وأبو داود (4344)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست