responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 40

وكنت أرى {جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [الأنعام: 141]

وكنت أرى {زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا } [الزمر: 21]

وكنت أرى البشر مختلفي الألوان والأشكال، واللغات والطباع.

وهكذا كنت أرى تنوعا كبيرا في إبداعك يا رب.. فأنت الذي خلق كل شيء وبرأه وصممه وصوره ليملأ حياتنا بكل ألوان البهجة، وليصرف عنا كل ألوان الملل، ولنعرف بعد ذلك كله مدى قدرتك التي لا حدود لها.

يا رب.. لقد قال عبدك الصالح يذكر ذلك في مناجاته لك: (إلهي علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف إلي في كل شيء حتى لا أجهلك في شيء)[1]

فأسألك يا رب ألا أكون كذلك المشاهد البسيط الذي يستغرق في مشاهدة أفلامه متأثرا بها، منفعلا لها، غافلا عن المصمم والمخرج والمهندس والمبدع الذي أخرجها بتلك الصورة.

أسألك يا رب أن أرى في كل شيء لمسات إبداعك وتصميمك وتصويرك.. حتى تكون تلك المشاهد زادا لقلبي يرفعني إليك، ولا يحبسني في سجون الأشياء.

يا رب لقد وصفت عبادك الصادقين من أولي الألباب، فقلت: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ


[1]إقبال الأعمال ص 348.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست