responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39

الخلاق البديع

إلهي.. أيها الخالق البارئ المصور.. فاطر السموات والأرض.. وبديع كل شيء.

كنت اليوم خارج البيت، أتجول في حقولك التي أبدعتها.. كانت الشمس مشرقة.. وكانت الطبيعة تسبح بحمدك، وترتل آيات جمالك الذي لا حدود له بلسان أزهارها وعطورها وبراعم أشجارها وثمارها..

وفجأة غابت الشمس، وامتلأت السماء بالسحب.. وما هي إلا لحظات حتى تنزلت أمطار جميلة غيرت المشهد تماما.. لكن إلى صورة لا تقل جمالا عن صورته الأولى..

لقد كانت الأمطار وهي تتهاطل بموسيقاها الجميلة التي اختلط فيها صوت الرعد مع لمعان البرق تسبح جميعا بحمدك، وتحدث في النفوس آثارا جديدة تدل على إبداعك وجمالك وتنوع مظاهر قدرتك وتصويرك.

وبعد لحظات.. هبت رياح شديدة.. ثم تنزلت بعدها ثلوج كثيفة، كست الأشجار بحلتها البيضاء الجميلة.. وتحول الحقل في ساعات محدودة إلى سجادة بيضاء ناصعة ممتلئة بالجمال.. وخرج الصبية مع آبائهم وأمهاتهم يفرحون ويمرحون، ويقذف بعضهم بعضا بكرياته اللطيفة.

وهكذا كنت أرى الجبال منها {جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ } [فاطر: 27]

وكنت أرى الحيوانات منهم { مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ } [النور: 45]

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست