responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 25

الذي جعله يفكر ذلك التفكير.. أو يهتدي لذلك الصنع.

لكنك ـ يا رب ـ تحجب من تشاء بما تشاء..

لقد حجبت قارون عن معرفة سر فضلك عليه؛ فراح يفتخر بعلمه، وينساك.. لقد قال لهم، وهو ممتلئ بالكبرياء: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78]

وهكذا فعل أقوام الأنبياء الذين توهموا أن ما وصلوا إليه من معارف يغنيهم عن رسل الله، مع أن معارفهم ليست سوى هبة إلهية ليشكروه، لا ليكفروه.

لقد قال الله تعالى يذكرهم، ويذكر سبب حجابهم: { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [غافر: 83]

يا رب.. فأعوذ بك أن يحجبني العلم عنك.. فالعلم ليس سوى نور من أنوارك التي تدلنا عليك.. لكنه قد يتحول إلى ظلام وضلال في قلوب المستكبرين الذين يحتجبون به عن الحقائق، بدل أن يهتدوا به إليها.

يا رب.. أنا أعلم.. بل أوقن أن كل الاكتشافات والاختراعات فضل من فضلك.. وآية من آياتك.. وإني وإن شكرت أولئك الوسطاء الذين اكتشفوها أو اخترعوها إلا أن شكري الأول لك.. وحمدي العظيم لك.. لأنه لولاك لم يصلوا إلى شيء.

فأنت الذي أوصلتهم، وأنت الذي دللتهم، وأنت الذي علمتهم، وأنت الذي جعلتهم وسائط رحمتك وفضلك على عبادك.. لترزقهم من فضلك، ولتختبر إيمانهم بك، وهل يجعلون النعمة وسيلة إليك، أم يجعلونها حجابا بينهم وبينك؟

يا رب أنا أنظر إليهم مثلما أنظر إلى النحل الذي هديته.. ولولا هدايتك ما استطاع أن يبني مساكنه بتلك الهندسة البديعة..

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست