responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24

وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27]

وهكذا علمتنا كيف نتحول إلى بشر ممتلئين بالحضارة والمعارف والعلوم..

فكل العلوم منك، وأنت الذي هديت خلقك إليها، ولولا هدايتك ما اهتدوا إلى شيء..

وكل الاكتشافات والاختراعات هبة من هباتك لعبادك، ليعيشوا حياة مليئة بالطمأنينة والراحة، وليتفرغوا بعدها لمعرفتك، وعبادتك، وسلوك طريقك.

فأعوذ بك يا رب أن يتوجه شكري للعلماء والمفكرين والمكتشفين والمخترعين.. ثم لا أتوجه بشكري إليك.. فلولاك لم يصلوا إلى شيء.. فأنت الهادي الذي دلهم، وأنت المعلم الذي علمهم.

أنت يا رب مثل ذلك الذي بنى بيتا، ثم راح يصف لزواره ما أودع فيه من خصائص ولطائف.. فأما المتنورون بنورك، فقد فرحوا بك، وبفضلك، وسبحوك على جميل صنعك، وحمدوك على جميل فضلك.. وأما المحجوبون، فقد غفلوا عنك، وراحوا يشكرون من اكتشف بعض مظاهر صنعتك، ويحجبون به عنك.. مع أنه لم يكن ليكتشفه لولا دلالتك.

لقد سمعت بعضهم يذكر ذلك الذي اخترع المصباح الكهربائي، وبدل أن يكتفي بشكره، راح يلحد في آياتك، ويمن به عليك.. ويذكر أنه لولاه لغرقت البشرية في الظلمات.

وهو يعلم أن ذلك المصباح لم يكن ليعمل لولا الكهرباء التي ليست سوى آية من آياتك.. ومثل ذلك الزجاج والأسلاك التي صنع بها المصباح.. ومثل ذلك العقل

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست