responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 26

لقد أوحيت له.. كما أوحيت لكل المخترعين والمكتشفين والباحثين.. لقد قلت تذكر ذلك: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 68، 69]

وقد ذكرت في كلماتك المقدسة أن البشر عندما تاهت بهم السبل في معرفة كيفية التعامل مع موتاهم أرسلت الغراب ليهديهم.. لقد قلت تذكر ذلك: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } [المائدة: 31]

وهكذا كنت أنت الذي علم نوحا كيفية صناعة الفلك، وقلت له: { وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} [هود: 37]

وهكذا كنت أنت الذي علم أيوب كيف يداوي مرضه، وقلت له: { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42]

وهكذا كنت المختبئ وراء كل طبيب أو صيدلي أو مهندس أو مخترع أو مكتشف..

أما أصحاب البصائر، فيبصرونك، كما يبصرونهم، ويعلمون أنك الأصل وهم التبع.. وأنك المعلم وهم التلاميذ.. وأنك الهادي وهم المهتدون.. لكن المحجوبين، يرونهم، ولا يرونك، ويعبدونهم، ولا يعبدونك.. ويسجدون شكرا لهم، ولا يسجدون شكرا لك.

فاهدني يا رب للحقائق التي تنزع عن عيني الغشاوة.. ونور قلبي بالنور الذي يكشف لي أسرار الأشياء.. فلا يمكنني أن أعرفك، وأنا محجوب بالطلاء والبهرج الذي

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست