اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 117
حربه مع الشيطان.
يا رب.. وكما نصرت الصالحين من عبادك على
أنفسهم وأهوائها، فانصرنا على نفوسنا، وطهرنا من كل هوى يحجبنا عنك، ويملأ نفوسنا
بما يبعدنا عنك.
يا رب.. نحن عبيدك المستضعفون، وأنت تعلم
عجزنا عن نصر أنفسنا في الباطن والظاهر.. والداخل والخارج.. ومع شياطيننا
وأهوائها.. ومع أعدائنا المتربصين بنا، والمترصدين لنا.. فكنت أنت مددنا ونصرنا..
واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، حتى ترتد جميع سيوفهم
ورماحهم إلى صدورهم، ولا ينالون منا، وكيف ينالون منا، وأنت مولانا، والحافظ لنا.
يا رب.. واحفظ جميع المستضعفين الذين تكالب
عليهم الأعداء، وأذاقوهم كل ألوان الهوان.. فانصرهم يا رب بنصرك العاجل.. وأمددهم
بمددك الكريم.. واجعل لهم من عندك فرجا ومخرجا.
يا رب.. أنا أعلم أن كل ذلك الهوان الذي يصيب
المستضعفين لم تأذن فيه إلا لتختبر من يقف معهم، أو من يقف ضدهم، أو من يقف في
الحياد مؤثرا لنفسه وهواه.
وأنك ـ يا رب ـ ستكرم المستضعفين بكرمك
العظيم في هذه الدنيا، أو في الآخرة، أو في كليهما.. فلذلك مع حزني عليهم أغبطهم،
لأني لا أنظر إلى حالهم في هذه الدنيا الفانية، وإنما أنظر إليهم، وهم في الآخرة
الباقية.
يا رب.. كلما رأيتهم تذكرت ما نطق به نبيك حين
خبرنا عن حقيقة المصير الذي يصيرون إليه، والمصير الذي يصير إليه أعداؤهم، فقد قال
لنا: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت
قرضت في الدنيا
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 117