responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116

فأسألك يا رب.. كما أمددتهم بقوتك ومددك من الملائكة أن تمدني بما أمددتهم، وأن تحفظني بما حفظتهم حتى أنصرك كما نصروك، وأحمي جناب الحق كما حموه.

يا رب.. أنا أعلم أن إذنك في قتال المعتدين الظالمين المستكبرين لم يكن نابعا سوى من بحر رحمتك الواسعة ولطفك العظيم..

فأولئك المجرمون العاشقون للدماء، لا يمكنهم أن يرتدعوا بموعظة، ولا بحكمة، ولا بحجة، ولا بحوار، ولا حتى بمعجزة.. وإنما يرتدعون بالسيوف التي تقابل سيوفهم، والرماح التي تقابل رماحهم.

ولذلك أمرتنا بالإعداد، وطلبت منا أن نهيئ أنفسنا لنكون جنودا للحق، حتى نقاتل أولئك الذين سخروا أنفسهم للشياطين، وعبدوهم من دون الله، ولذلك أمرتنا بقتالهم كافة فقلت: { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [التوبة: 36]

يا رب.. أنا أعلم أنك لم تأمرنا بقتلهم لذواتهم.. ولا لأجل عقائدهم.. ولا لأجل ما اختاروه لأنفسهم.. فأنت قد أخبرتنا في كلماتك المقدسة أنك لا تقبل من الدين إلا ما خلص لك، وكان عن رغبة فيك، وليس عن رهبة من غيرك، وأنه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } [البقرة: 256]

وإنما أمرتنا بقتالهم ـ يا رب ـ لأجل شركهم المرتبط بنصرة مشروع الشيطان في حرب الإنسان.. وهو مشروع لا يكتفون فيه بالكلمات، ولا بالمواقف، وإنما يستعملون كل ما أطاقوا من أدوات الشيطان لتخريب بنيان الإنسان الذي أمرت بحفظه، ولعنت من تعرض له.

يا رب.. فاجعلنا من جنودك الذي يقاومون جنود إبليس، ويحاربون الاستعمار والاستعباد والاستذلال والاستكبار.. وكل أصناف الطغيان.. حتى ننصر الإنسان في

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست