اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88
أن يتلقى لونا جديداً دون أن يفقد لونه
السابق؟ وكيف يستطيع الدماغ أن يبصر الضوء إذا كان مغلقاً ومعزولاً تماما عن أي
ضوء؟)[1]
وبناء على هذا يؤكد [السير جون اكلس]
على سر الإدراك الحسي فيتساءل: (أليس صحيحاً أن أكثر تجاربنا شيوعاً تقبل دون أي
تقدير لما تنطوي عليه من غموض هائل؟ ألسنا لا نزال كالأطفال في نظرتنا إلى مانقبله
من تجاربنا المتعلقة بالحياة الواعية. فلا نتريث إلا نادراً للتفكير في أعجوبة
التجربة الواعية أو لتقديرها؟ فالبصر، مثلا، يعطينا في كل لحظة صورة ثلاثية
الأبعاد لعالم خارجي، ويركب في هذه الصورة من سمات الإلتماع والتلون ما لاوجود له
إلا في الإبصار الناشيء عن نشاط الدماغ. ونحن بالطبع ندرك الآن النظائر المادية
لهذه التجارب المتولدة من الإدراك الحسي كحدة المصدر المشع والطول الموجي للإشعاع
المنبعث، ومع ذلك فعمليات الإدراك ذاتها تنشأ بطريقة مجهولة تماما عن المعلومات
المنقولة بالرموز من شبكية العين إلى الدماغ) [2]
ويضرب مثلا على ذلك بالصورة التي تسلط
على الشبكية، فهي (لا تعود أبدا إلى الظهور مجددا في الدماع، بل لابد للعقل الواعي
من أن يعيد تركيبها من أنماط النبضات المرموزة، فكل عملية إدراك حسي تتكون من ثلاث
مراحل:المنبه الأصلي لعضو الحس، والنبضات العصبية المرسلة إلى الدماغ، ونمط النشاط
العصبي المثار في الدماغ) [3]
ويلخص أكلس هذه العملية فيقول: (إن
عملية النقل من عضو الحس إلى قشرة المخ تستخدم نمطا من النبضات العصبية معبراً
عنها برموز تشبه رموز مورس، وتنحصر فيها النقاط في تسلسلات زمنية شتى. ومن المؤكد
أن هذا النقل المرموز يختلف تمام الإختلاف عن عملية الحفز الأصلي لعضو الحس
المعني، كما أن النمط المكاني / الزماني للنشاط