اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 87
عن النتيجة التي أوصلته إليها أبحاثه،
فقال: (التجارب التي تنم عن الوعي تختلف في نوعها كل الاختلاف عما يحدث في آلية
الأعصاب، ومع ذلك فإن مايحدث في آلية الأعصاب شرط ضروري للتجربة. وإن كان هذا
شرطاً غير كاف) [1]
ولتوضيح ذلك ساق المؤلفان مثالا توضيحيا
يبين كيفية حصول الرؤية، وعلاقتها بالجسد والعقل، والمثال هو أن أشعة الشمس
المنعكسة من الشجرة تدخل في بؤبؤ العين، ثم تمر من خلال العدسة التي تركز صورة
مقلوبة ومصغرة للشجرة على شبكة العين، فتحدث فيها تغيرات فيزيائية وكيميائية..
لكن هذا ليس هو الإبصار.. إذ لو أن الذي
حصل لعينه هذا كان فاقد الوعي، لم يبصر شيئا، مع أن تركيز تلك الصورة على شبكية
عينيه، أحدث نفس التغيرات الفيزيائية والكيمائية.
وهذا مثل تركيز آلة التصوير على صورة ما،
حيث يتعرض الفيلم الموجود في الآلة لتغيرات فيزيائية وكيميائية،ولكن آلة التصوير
لاتبصر بالمعنى الحرفي في الألوان والأشكال التي تسجلها.
وبذلك، فإننا إذا أردنا أن نفسر الإبصار
نحتاج إلى بحث أكثر وأعمق، ذلك أن الشبكية، وهي صفحة من المستقبلات شديدة التراص
(عشرة ملايين مخروط ومائة مليون قضيب) تبدأ حين ينشطها الضوء المنبعث من الشجرة
بإرسال نبضات الى العصب البصري الذي ينقلها بدوره إلى قشرة الدماغ البصرية.. وكل هذا
قابل لأن يفسر بلغة الفيزياء والكيمياء، (ولكن أين مكان اللون الأخضر من كل هذا؟
فالدماغ نفسه رمادي اللون أبيضه.. فكيف يستطيع