اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
سلوكية
فحسب، وهكذا أصبح التفكير يسمى (التكلم دون الصوتي)، وقد أعلن واتسن أن (التكلم
والتفكير، إذا فهما على الوجه الصحيح، يسهمان إسهاماً كبيراً في تحطيم الخرافة
القائلة إن هناك شيئاً يدعى (الحياة العقلية)
وتتجلى
مادية واتسن المنهجية أكثر حين يتحدث عن دواعي التصرفات الإنسانية فيقول: (إن
الإنسان بوصفه نتيجة طبيعية للطريقة التي ركب بها وللمادة التي جبل منها، لابد له
من أن يتصرف كما يتصرف بالفعل (إلى أن يعيد التعلم صياغته)
والسلوكية
تطرح المادة وتركيبات المادة باعتبارها الأسباب الوحيدة لتصرفات الإنسان. والإنسان
بهذا المنظار، قطعة هامدة من المادة لابد من تشغيلها بقوى خارجية.
وهم
يستندون في هذا إلى قوانين الفيزياء التي تنص على أن الجسم الساكن يظل ساكناً ما
لم تؤثر فيه قوة من الخارج، وبذلك فإن الإنسان لا يتصرف من تلقاء نفسه، بل يخضع
لتصرفات تفرض عليه.
ويذكر
واتسن للسلوكية هدفين اثنين: (التنبؤ بالنشاط الإنساني)، و(صياغة قوانين ومبادئ
يستطيع المجتمع المنظم بواسطتها ضبط تصرفات الإنسان). فإذا لم يكن الإنسان أكثر من
كيان مادي فليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بعدم إمكانية برمجته كما تبرمج الآلة.
وقد
عبر عن هذه الرؤية المادية وإلغائها لكل الحقائق والمشاعر المرتبطة بالإنسان،
فقال: (الناس على استعداد للاعتراف بأنهم حيوانات، ولكنهم بالإضافة إلى ذلك شيء
آخر.. وهذا الشيء الآخر هو الذي يخلق المشاكل.. ويندرج تحت هذا (الشيء الآخر) كل
ما يعرف بالدين، والحياة بعد الموت، والأخلاق، وحب الأطفال والوالدين والوطن وما
شاكل ذلك. والحقيقية العارية هي أنك، كعالم نفسي، لابد لك في هذه الحالة، إذا أردت
أن تظل علمي المنهج، أن تصف سلوك الإنسان بعبارات لا تختلف عن تلك التي تستخدمها
في وصفك لسلوك الثور الذي تنحره، وهذه الحقيقة قد صرفت وما فتئت تصرف الكثيرين
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83