اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 76
في
الإدراك والقدرات، فإذا غابت عنه تلك الطاقة غاب الإدراك، وهذا ما نشاهده في
الجنين في بطن أمه في الشهور الأولى من الحمل حيث يكون كتلة لحم لا إدراك فيها،
وما نشاهده في الإنسان بعد الموت حيث يصير كتلة لحم لا إدراك فيها، وما بينهما
نجده مفعما بالحياة والإدراك، والعقل يُحتم أن الحي يزيد عن الميت بشيء ما يهبه
الحياة والإدراك، كما أن الكمبيوتر الذي يعمل يزيد عن الذي لا يعمل بالطاقة
المحركة، وهذا الشيء هو الذي يطلق عليه المؤمنون اسم [الروح]
وهكذا نجد أن إدراك الكمبيوتر للمُدخلات
العلمية ناتج عن برمجة سابقة من الإنسان، فهل يمكن للإنسان أن يدرك ما حوله بدون
برمجة سابقة، فما تنقله لنا الحواس الخمسة ليس إلا إشارات كهربائية تنتقل من
الحواس إلى العقل عبر الأعصاب فيتم التعرف عليها في العقل، فكل ما نشعر به من هذا
الكون ليس إلا إشارات كهربائية بداخل الدماغ، فما الذي جعل الدماغ يتعرف على كل ما
تدركه الحواس ويُفرق بينها بدقة شديدة؟
وبمناسبة تشبيه الإنسان بالكمبيوتر نحب أن
نوضح هنا إشكالية يطرحها الكثير، وهي ما يحصل عند الموت، وهل النزع أو القبض مرتبط
بالروح أو النفس؟
فلعل أحسن مثال يقرب صورة الروح والنفس
وعلاقتهما بالحقيقة الإنسانية، ويبعد عنا الكثير من ذلك الجدل الذي يحوم حولها،
وحول المقبوض، وهل هو النفس أو الروح، هو ما نتعامل به مع أجهزة الكمبيوتر.
حيث أننا نأتي أولا بجهاز الكمبيوتر، وهو
عبارة عن مجموعة من القطع يمكن تشبيهها بأعضاء الإنسان.. فلكل قطعة وظيفتها التي
تؤدي دورا معينا في الجهاز.
وهي لا تستطيع أن تؤدي أي دور قبل أن ننفخ
فيها روح النظام.. فعندما يصبح الويندوز منصبا على الجهاز يتحول إلى جهاز متحرك،
يمارس الكثير من الوظائف.
وحينها يمكن لصاحبه أن يفعل فيه بإرادته ما
يشاء، وكل ما يفعله فيه يمكن تسجيله
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 76